الخميس، 18 ديسمبر 2008

فصول السنة dody

فصول السنة
الفصول لها تأثير قوي في حياتنا، فهي تؤثر في الأنشطة التي نقوم بها والأطعمة التي نأكلها والملابس التي نرتديها، وكذلك المزاج الذي نشعر به. سكان نصف الكرة الشمالي يبدأون فصل الشتاء أما أولئك الذين يقطنون في نصف الكرة الجنوبي فإنهم يستقبلون فصل الصيف! لكن ما هو التفسير العلمي لتغيرالفصول الأربعة؟ في العصور الماضية، استطاع البابليون والماويون والحضارات القديمة الأخرى تحديد فصول السنة بالمراقبة الدقيقة لمشرق الشمس وغروبها، وكما هو معلوم فلكيا، كل يوم من أيام السنة الشمسية له مشرق ومغرب يختلفان عن مشرق ومغرب اليوم السابق. وقد استطاعت بعض الحضارات القديمة ( كالمصريين القدماء والبابليين) تطوير وسائل لمراقبة تباين الفصول، ولكن البشرية احتاجت إلى قرون عديدة لكشف النقاب عن الأسباب العلمية وراء حدوث الفصول. الفلكي الشهير نيقولاي كوبرنيكوس (1473 1543 ) كان له دور بالغ الأهمية في تغيير المفاهيم الفلكية عندما قدم أول كشف يقول ان الشمس لا الأرض هي مركز النظام الشمسي، وكانت هذه بداية الفهم الحديث للعلاقة بين الأرض والشمس. نحن الآن نعلم أن الأرض تسبح حول الشمس في مدار له شكل القطع الناقص، وفي نفس الوقت تدور حول نفسها خلال محور رأسي مائل (وليس عموديا) على مدارها حول الشمس، وهكذا فإن كل من نصفي الكرة الأرضية يتعرض لقدر مختلف من أشعة الشمس خلال العام.وبما أن الشمس هي مصدر الضوء والطاقة والحرارة، فإن تغير مقدار وتركيز الأشعة من شأنه إيجاد فصول أربعة مختلفة وهي الشتاء والربيع والصيف والخريف. وبدايات الفصول مرتبطة بانقلابات حركة الشمس الظاهرية بالنسبة للأرض وكذلك بالاعتدالين الربيعي والخريفي، وهي مصطلحات خاصة بعلوم الفلك ومرتبطة بميل محور دوران الأرض على مستوى مدارها حول الشمس. الاعتدال الربيعي والاعتدال الخريفي يؤذنان ببداية الربيع والخريف، في هذاالوقت من العام، تكون الشمس متعامدة تماما مع خط الاستواء، ويتساوى طول النهار والليل في معظم الكرة الأرضية (تقريبا 12 ساعة ليل و12 ساعة نهار)، وفي 20 أو 21 مارس من كل عام، يتمتع نصف الكرة الشمالي بقدوم الربيع ويستعد نصف الكرة الجنوبي لاستقبال رياح الخريف الباردة. ويتغير الحال في 22 أو 23 سبتمبر من كل عام، حيث يأفل الصيف في نصف الكرةالشمالي وتنقشع قشعريرة الشتاء في نصف الكرة الجنوبي لتفسح المجال أمام الربيع القادم. والانقلاب الصيفي هو أبعد نقطة تصل إليها الشمس شمال خط الاستواء ويظهر في20 أو 21 يونيو من كل عام، حيث يكون أطول نهار وأقل ليل من ناحية عدد الساعات، وكذلك الانقلاب الشتوي وهو أبعد نقطة تصل إليها الشمس جنوب خط الاستواء وتحدث في 21 أو 22 ديسمبر من كل عام، حيث يكون أقصر نهار في العام أطول ليل بالنسبة لعدد الساعات. أما بالنسبة للفصول، فإنه متى حان الانقلاب الصيفي، يكون القطب الشمالي أقرب ما يكون للشمس مائلا تجاهها، ويستمتع نصف الكرة الشمالي بالصيف، وأشعة الشمس تكون قوية لأن الشمس تكون مباشرة فوق رؤوسنا، وتكون شديدة التركيز على مساحة صغيرة من سطح الأرض. ويختلف الوضع تماما جنوب الكرة الأرضية، حيث يكون القطب الجنوبي أبعد ما يكون عن الشمس، مائلا بعيدا عنها، ويبدأ الشعور بالبرد القارص، وتنعكس الأمور متى حان الانقلاب الشتوي قرب نهاية ديسمبر، حين يكون القطب الشمالي أبعد ما يكون عن الشمس مائلا بعيدا عنها. وبالرغم من أن الانقلاب الشمسي هو قمة تأثير الشمس على الأرض، صيفا وشتاء من حيث قوة أشعة الشمس، فإن ذلك لا يمثل قمة الدفء والبرد خلال العام، لأن حرارة الجو لا تعتمد فقط على كمية الحرارة الممتصة من الشمس، ولكنها تتأثر أيضا بكمية الحرارة المفتقدة من الأرض والمحيطات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق